الجمعة، 8 مايو 2009

إرحل الان.. الان



عذراً سيدتي ..
للمرة الألف عذراً..
فأنا برغم الفراق ..
مازلت أحبك جداً ..
جداً..جداً....

نعم..
أحببتك جداً .. وسأحبك جداً ..
لكن " جداً " هذه لا تملك القدرة على انتزاعنا
من بين أنياب الفراق ..
ولا الوقوف أمام طوفان الواقع ..
ولا تمنحنا حق الحياة .. معاً ....

قلت لك يوماً ..
إني رجل مسكون بالحزن ..
وإن الحزن يعشقني كعينيه ..
ولن يطلق سراحي يوماً ..
و أنتى إمرأه يسكنك الفرح كالدم ..
و إني أخاف عليكِ من حزني ..
فالحزن لا يحب السعداء ....


لكنكِ عانقتِ الحياة أمامي
و ضحكت كالطفل الوليد
و مددت لي يدك بوردة حمراء
وأنشدت لي أنشودة الحب والفرح
وقررت أن تتحدى حزني
وأن تعيدى طلاء قلبي
وترممى مدينة أحلامي
وتتجولى معي فوق شواطئ الخيال
وتهديني البحر في يوم ميلادي ....


لكن حزني كان أقوى منك ومني
فلم يغادرني ولم يتنازل عن قلبي
وبدأ يتسلل مني إليكِ
يشرب دم قلبك
ويسرق الفرح من أوردة أحلامك
ويشيّد بيني وبينك مدينة من الشقاء
فرأيتك تضيع أمامي
ورأيتك تتألم من أجلي....


ولأني أحببتك جداً

أطلقت سراحك من حلمي
وفتحت لك أبواب قلبي

ومهدّت لك طريق الهجرة مني
وقلت لك بصوت البكاء المختنق : إرحـــــــــــــــــلى ..
كي أمنحك فرصة أجمل للحياة...



ما أروعني يا سيدتي ..
صفّقى لي بقوة ..
أتقنت دوري أمامك ..
كنت رجل قوي ..
كنت رجل جباراً..
وأنا أدعوك إلى الخروج من قلبي ..
والانسلاخ مني كجلدي ..
والرحيل بعيداً كطيور الشتاء....


ولن أعترف .. لك يوماً
بأنني وقفت أمام المرآة طويلاً
وتدرّبت أمامها كثيراً كي أتقن دوري أمامك
وأصرخ في وجهك إني لا أحبك


فترحلى أنتى بحزن الأرض وكبرياء السماء وذهول البحر
وأبقى أنا خلفك أحبك وأفتقدك

بحجمهم وحزنهم وكبريائهم وزهولهم....



فهل أدركتى الآن يا سيدتى..؟
لماذا أغمضت عيني يوم الرحيل.. ؟!
فارحلى قبل أن أنتهي من العد وأفتح عيني
فأنا أضعف من أن أشهد بعيني تفاصيل هجرك..


ارحلى الان ... الان

هناك تعليقان (2):

ayman gad يقول...

ايه الجمال ده خلى بالك انا وانا بقراها عبرت عن حاجه جوايا
هايل وجامد جدا

اقدم عاصمه فى الحب يقول...

حبيبى يا ايمن
كلامك ده كتير عليا فعلا
امووووووووووووه